بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
لقد ذكرنا في حلقتنا الماضية أن سيدنا هود، عاد مرة أخرى إلى تذكير قومه بنعم الله عليهم؛ فقال: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)}.
فما كان منهم إلا أن تجاهلوه: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)}. فنحن نمشي على طريق آبائنا وأجدادنا، وانظر إلى هذا القول الصعب: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} ولذلك إياك أن تلجأ إلى هذا المبدأ، إذا وجه إليك أحد النصيحة.. وانظر إلى: {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)} فكانت النتيجة: {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ}..
ولكي نسرد قصة النهاية نعود إلى سورة هود، ولكن لك أن تعرف أن سبب هلاكهم هو ما تقوله الآية 15 من سورة فصلت: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} جملة قالها الفراعنة والرومان، فأين ذهبوا؟! وقالتها بريطانيا عندما قالت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وقالها النازيون عندما قالوا ألمانيا فوق الجميع.. فأين هم الآن؟! واليوم تقولها أمم في العالم الذي نعيش فيه.. مصيرهم كمصير عاد..
وبدأ الهلاك.. الهلاك شديد.. رهيب.. ولكن إياك أن تقول إن هذا الهلاك لقوم عاد فقط؛ فالآية تقول: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}. هود..
الهلاك تم على مرحلتين:
المرحلة الأولى: صيحة فوجئوا بها؛ يقول الله تبارك وتعالى واصفا الصيحة: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)}. المؤمنون.. فجأة سمعوا صوت صيحة شديدة فجفت الأنهار، وتوقف المطر، وتهدمت البيوت.. فتوقفت الحياة وأصبحوا لا قيمة لهم بعد ما عاشوه من قوة، ولكنهم لم يموتوا؛ إلى أن جاءت المرحلة الثانية من الهلاك.
عندما وجدوا سحابة داكنة سوداء قادمة عليهم وهم ينظرون ففرحوا فقالوا: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)} الأحقاف.. دمرت كل شيء بأمر الله: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)} الأحقاف..
واسمع تفسيرا آخر للعذاب الذي لاقاه قوم هود: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (} الحاقة. وانظر إلى تلك الآيات: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)}. الذاريات.. فتحولت الأرض الخضراء إلى رميم حتى الآن، صحراء لا يستطيع أحد أن يذهب إليها إلى اليوم.. ويأتي العلم الحديث وبالأقمار الصناعية يصور منطقة الربع الخالي ويقولون إن كلام القرآن صحيح، وقال "العلماء الأمريكان" إنهم وجدوا آثارا لأعمدة ضخمة تحت الأرض، ومجرى أنهار تركها الله آية؛ فيقول الله تعالى في سورة القمر: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15)} ويقول الله تبارك وتعالى في موضع آخر من نفس السورة: { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21)}.
ولكن كيف نجا سيدنا هود والذين معه؟
يقول الله تبارك وتعالى: { وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)} هود..
وبذلك تنتهي جولة جديدة من جولات الصراع بين الحق والباطل ومازال صراع الحق والباطل مستمرا إلى قيام الساعة، ويقول الصحابي الجليل أبو الدرداء مذكرا بقصة عاد: "إن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا، ويأملون بعيدا، فأصبح جمعهم بورا، وبنيانهم قبورا، وأملهم غرورا، هذه عاد قد ملأت البلاد أهلاً ومالاً وخيلاً ورجالاً، فمن يشتري مني اليوم تركتهم بدرهمين!"
ويقول الله تبارك وتعالى: { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)}. البروج
نعم يا الله أنت فعال لما تريد، فاللهم اجعل مرادك فينا أن نرضيك، وأن نتقرب إليك وأن ننعم برضاك.. اللهم آمين
.
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
لقد ذكرنا في حلقتنا الماضية أن سيدنا هود، عاد مرة أخرى إلى تذكير قومه بنعم الله عليهم؛ فقال: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)}.
فما كان منهم إلا أن تجاهلوه: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)}. فنحن نمشي على طريق آبائنا وأجدادنا، وانظر إلى هذا القول الصعب: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} ولذلك إياك أن تلجأ إلى هذا المبدأ، إذا وجه إليك أحد النصيحة.. وانظر إلى: {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)} فكانت النتيجة: {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ}..
ولكي نسرد قصة النهاية نعود إلى سورة هود، ولكن لك أن تعرف أن سبب هلاكهم هو ما تقوله الآية 15 من سورة فصلت: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} جملة قالها الفراعنة والرومان، فأين ذهبوا؟! وقالتها بريطانيا عندما قالت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وقالها النازيون عندما قالوا ألمانيا فوق الجميع.. فأين هم الآن؟! واليوم تقولها أمم في العالم الذي نعيش فيه.. مصيرهم كمصير عاد..
وبدأ الهلاك.. الهلاك شديد.. رهيب.. ولكن إياك أن تقول إن هذا الهلاك لقوم عاد فقط؛ فالآية تقول: {وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}. هود..
الهلاك تم على مرحلتين:
المرحلة الأولى: صيحة فوجئوا بها؛ يقول الله تبارك وتعالى واصفا الصيحة: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)}. المؤمنون.. فجأة سمعوا صوت صيحة شديدة فجفت الأنهار، وتوقف المطر، وتهدمت البيوت.. فتوقفت الحياة وأصبحوا لا قيمة لهم بعد ما عاشوه من قوة، ولكنهم لم يموتوا؛ إلى أن جاءت المرحلة الثانية من الهلاك.
عندما وجدوا سحابة داكنة سوداء قادمة عليهم وهم ينظرون ففرحوا فقالوا: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)} الأحقاف.. دمرت كل شيء بأمر الله: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)} الأحقاف..
واسمع تفسيرا آخر للعذاب الذي لاقاه قوم هود: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (} الحاقة. وانظر إلى تلك الآيات: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)}. الذاريات.. فتحولت الأرض الخضراء إلى رميم حتى الآن، صحراء لا يستطيع أحد أن يذهب إليها إلى اليوم.. ويأتي العلم الحديث وبالأقمار الصناعية يصور منطقة الربع الخالي ويقولون إن كلام القرآن صحيح، وقال "العلماء الأمريكان" إنهم وجدوا آثارا لأعمدة ضخمة تحت الأرض، ومجرى أنهار تركها الله آية؛ فيقول الله تعالى في سورة القمر: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15)} ويقول الله تبارك وتعالى في موضع آخر من نفس السورة: { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21)}.
ولكن كيف نجا سيدنا هود والذين معه؟
يقول الله تبارك وتعالى: { وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)} هود..
وبذلك تنتهي جولة جديدة من جولات الصراع بين الحق والباطل ومازال صراع الحق والباطل مستمرا إلى قيام الساعة، ويقول الصحابي الجليل أبو الدرداء مذكرا بقصة عاد: "إن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا، ويأملون بعيدا، فأصبح جمعهم بورا، وبنيانهم قبورا، وأملهم غرورا، هذه عاد قد ملأت البلاد أهلاً ومالاً وخيلاً ورجالاً، فمن يشتري مني اليوم تركتهم بدرهمين!"
ويقول الله تبارك وتعالى: { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)}. البروج
نعم يا الله أنت فعال لما تريد، فاللهم اجعل مرادك فينا أن نرضيك، وأن نتقرب إليك وأن ننعم برضاك.. اللهم آمين
.